مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
شرح سلسلة الرسائل متوفر
التصنيف : اسلاميات
دار النشر : الامام الذهبي - الكويت
صالح بن فوزان الفوزان
الشيخ صالح الفوزان
بسم الله الرحم الرحيم
مقدمة الشرح
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
وبعد :
فبين أيدينا هذه الرسالة - رسالة ثلاثة الأصول-وهي رسالة جليلة مختصرة، مؤيَّدة بالأدلة من كتاب الله وسنة رسوله . وهذه الرسالة في أصل عظيم من أصول الإسلام، وهو العقيدة، وكان العلماء يهتَمُّون بهذه المختصرات يؤلفونها ، ويتعبون على اختصارها وتهذيبها ، ثم يُحفظونها لطلَبَتِهم ؛ لتبقى أصولاً عندهم، وذخيرة يستفيدون منها ، ويُفيدون منها والبداءة بهذه المختصرات هي الأساس لطلبة العلم، فطالب العلم يبدأ
بالتعلم شيئًا فشيئًا يأخذ من مبادئ العلم وأصوله ، ويتدرج فيه .
فهذه المختصرات طريق المطولات ؛ فلا يُمكنُ أن تُفهم المطولات إلا بعد فهم المختصرات والتدرج منها شيئًا فشيئًا ؛ ولهذا قالوا في معنى قوله تعالى : ﴿ وَلَكِن كُونُوا رَبَّنِيْنَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ [آل عمران : ٧٩] .
إن الربانيين هم الذين يبدءون بصغار مسائل العلم قبل كباره، يُربون أنفُسَهم وطلابهم ابتداءً من المسائل الصغيرة إلى المسائل الكبيرة، وهذا
[شرح الأصول الثلاثة]
شيء طبيعي ؛ لأن كل الأشياء تبدأ من أصولها وأساساتها ثم تكبر وتعظم بعد ذلك .
فأما الذي يهجم على العلم هجومًا من أعلاه، فهذا يتعب، ولا يحصل على شيء، بينما الذي يبدأ من الأصول ويتدرّج هذا هو الذي - بإذن الله - يسير مع الطريق الصحيح والاتجاه السليم .
قال تعالى: ﴿ يَسْتَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَقِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا
[البقرة : ۱۸۹] .
هؤلاء سألوا عن الأهلة، لماذا يبدأ الهلالُ صغيرًا ثم يكبر ثم يكبر حتى يتكامل ثم يصغر حتى يعود هلا لا ؟ فعَتَبَ الله عليهم، ووجههم إلى السؤال عما ينفعهم، وأن يأتوا بيوت العلم من أبوابها أما السؤال عن الهلال وأحواله وصغره وكبره ، فهذا لا فائدة لهم فيه ؛ بل الفائدة هي أن يسألوا عما يحتاجون إليه وهو معرفة فوائد الأهلة، ولهذا قال : وقُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ بيَّن لهم فوائدها وهي أن الله جعلها مواقيت للناس يعرفون بها العبادات والمعاملات والآجال، وغير ذلك .
فأرشدهم إلى فوائد الأهلة، ولم يُجِبْهُم عن سؤالهم عن حقيقة الأهلة؛ لأنه ليس لهم في ذلك فائدة وليوجههم إلى ما ينبغي أن يسألوا عنه، وهو أبواب العلم لا ظهور العلم والمسائل الفضولية التي لا يحتاجون إليها، وإن احتاجوا إليها فهي حاجة قليلة .