مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
ومضات ادارية متوفر
التصنيف : اقتصاد وإدارة اعمال
دار النشر : دار الحضارة
عبدالله عبدالعزيز الحماد
بدأت في المقالة السابقة الجزء الأول من سلسلة مقتطفات لرؤيتي وفلسفتي الخاصة في علم وعالم الإدارة بالتعريج على مصطلح جديد استحدثته وتحدثت عنه وهو "المدير القائد" واليوم أعود إلى أصل وتعريف مصطلح الإدارة وبداياتها العلمية في عدة ومضات:
- الإدارة علم مستقل قائم بذاته يستند إلى مقومات وأسس علمية شأنه شأن بقية فروع العلم والمعرفة حيث يحتوي على المبادئ والنظريات والتجارب والدراسات التي اعتمدت في منهجها على الأسلوب العلمي كسائر العلوم.
- أصل كلمة إدارة (Administration) لاتيني ويعنى to Serve أي لكي يخدم، والإدارة بذلك تعني الخدمة على أساس أن من يعمل في الإدارة يقوم على خدمة الآخرين، والأمريكي فريدريك تايلور (١٨٥٦-١٩١٥م) هو رائد نظرية الإدارة العلمية وأول من دعى بتبني الطريقة العلمية في الإدارة عوضًا عن الطريقة العشوائية التقليدية، ثم خرج الفرنسي هنري فايول بنظرية المبادئ الإدارية وعمل على تطوير منهجية النظرية الإدارية ووثق ذلك في كتابه المشهور الإدارة العامة والصناعية عام ١٩١٦م.
- تُعرّف الإدارة بأنها عملية اجتماعية مستمرة تسعى إلى استثمار القوى البشرية والإمكانات المادية من أجل تحقيق أهداف مرسومة بدرجة عالية من الكفاءة كما تُعرّف الإدارة بالنشاط الموجه نحو التعاون المثمر والتنسيق الفعال بين الجهود البشرية العاملة من أجل تحقيق هدف معين بدرجة عالية من الدقة.
- الإدارة ليست غاية بل وسيلة تنشد وتسعى لتحقيق أهداف المنظمة ورسالتها المرسومة والمكتوبة حتمًا، وليس لتحقيق أهداف المدراء والموظفين المنتهية أهدافهم بمجرد تغيرهم أو تقاعدهم.
- الإدارة العلمية تنشأ داخل مجموعة منتظمة من الأفراد وتأخذ في الحسبان مشاعرهم واحتياجاتهم وتطلعاتهم المختلفة من شخص لآخر، وأنصح القادة والمدراء والرؤساء وكل مسؤول بالإطلاع والإستفادة من مدرج (هرم) ماسلو للإحتياجات قبل وأثناء التعامل مع الموظفين، ومدرج ماسلو للحاجات هو نظرية نفسية قدّمها العالم أبراهام ماسلو في ورقته البحثيّة (نظرية الدافع البشري) عام ١٩٤٣م.
- السؤال المحير للبعض هل الإدارة علم أم فن؟ وفي الواقع هي مزيج من الإثنين، علم لأن لها مبادئ وقواعد علمية متعارف عليها وتدرس اليوم في المدارس العامة والمعاهد وكليات العلوم الإدارية في الجامعات، وفن لأنها تعتمد على المهارات الشخصية والقدرات الإبداعية والمواهب الذاتية والكفايات الإدارية.
وختامًا وبعد تعريف مفهوم الإدارة العلمية الحديثة، أقدم نصيحة ذهبية لكل من يعمل في المجال الإداري ويزاول وظيفة قيادية يضعها نصب عينيه دومًا، وهي أن يتعلم ويعلم يقينًا أن الموظفين لن يطيعوه إذا كان يفكر فيما يريد هو لا فيما يريدون هم، فالموظفون سيطيعونك عندما تفكر بعقولهم وتدرك اهتماماتهم وتراعي الفروقات الفردية بينهم وتحترم رغباتهم وتحقق طلباتهم وتنطلق من نوافذ شعورهم وأبواب قلوبهم قبل مكاتبهم، وينبغي على كل مسؤول أن يدرك أن صياغة الكلمات فن وذوق ورقي يحتاج لإتقانه وعلم يحتاج لتعلمه، وعليه أن يدعو الموظفين إلى ما يريد من خلال ربط المطلوب منهم بالمرغوب لديهم ومراعاة المرفوض عندهم قبل طرح المفروض عليهم، وأن يُشعر المرؤوس بمدى الفائدة الشخصية التي سيجنيها من خلال اتباع المطلوب والخسارة عند الامتناع عن تنفيذه.
وأخيرًا وليس آخرًا لنعلم أن الإدارة علم وفن أما القيادة فهي علم وفن وذوق ورقي في الأخلاق عند التعامل مع الآخرين.