مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
قطب السرور متوفر
التصنيف : أدب
دار النشر : منشورات الجمل
أبو إسحاق إبراهيم بن القاسم الرقيق القيرواني
الكتاب، وخلافاً لما يوحي عنوانه، يضم أنواعاً معرفية شتى، ومتعاً أدبية جديرة بالإهتمام، وهو مصدر من مصادر الأدب الأولى، ألفه أدب ناضل وحجة من أوعية العلم؛ ولعل العنوان “قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور” قد هضم الكتاب حقه بإعتباره يوحي بمحدوديته وبإختصار كاتبه على البحث في مجال الخمر وشاربيه والعاكفين عليه، ولكن ما أكثر ما في هذا الكتاب من موضوعات، فقد وضع المؤلف قليلاً من العناوين، ثم أخذ يستطرد من معنى إلى معنى، ومن غرض إلى غرض، فهو في كلمة؛ موسوعة تهتم بأدب الخمر، ومجالسه، والتداوي به، والإنتفاع بأخلاطه، والنصوص الواردة في تحريمه، وما قيل في الخلافات الفقهية حوله، إضافة إلى ذلك ما تضمنه الكتاب من أخبار وأشعار، وسير متصلة بأيام العرب المشهورة وأخبارها المأثورة، وقصص الملوك في الجاهلية والخلفاء في الإسلام.
ومن هنا يمكن القول بأن الكتاب آية ناصعة من آيات ما بلغه المجتمع العربي من التطور الإجتماعي، والرقي الحضاري؛ وأول ميزة يراها القارئ والمتأمل في هذا الكتاب؛ أن إختيار المؤلف لبعض شعر الشاعر إختيار عالم بالشعر عارف به فقيه فيه، فهو يختار فيحسن الإختيار، فينقد فيحسن النقد ويجيد؛ وهو بحق موسوعة وافرة من بليغ الشعر والنثر تتعلق بالخمر وأصنافه ومجالسه، شعر ونثر كانا منثورين هنا وهناك في كتب الأدب ودواوين الشعر، جمعها المؤلف في فصول طويلة ممتعة لا يمل قارئها، ورتبها بترتيب متكامل قلما نجده في كتب أدبية أخرى اعتنت ودونت في هذا المجال، وذيل كتابه “بديوان” مرتب ترتيباً هجائياً بالنسبة لحروف القافية من الهمزة إلى الياء، احتوى ما التقطه من شعر يعسر العثور عليه في مراجع أدبية أخرى، بالإضافة إلى ذلك هناك في الكتاب وصف دقيق لمجالس الخلفاء الأمويين، والعباسيين، والأمراء والفرقاء، فهو بذلك مرآة عاكسة لما كانت عليه الحياة الإجتماعية في القرون الأربعة الأولى للإسلام، وسجل ضمنهم للحضارة وصورها مثلما هو للأدب وفنونه، وهو للمتعة وأفانينها مثلما هو للدقة وأساليبها.