مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...

جدل السلطة والمقدس

  1. الرئيسية
  2. /
  3. تفاصيل الكتاب
Single Book

جدل السلطة والمقدس متوفر

التصنيف : فلسفة - فكر

دار النشر : مكتبة البحر الاحمر

يان أسمان‎

واحد من أعمق كتب يان أسمان الفلسفية إن لم يكن أعمقها مطلقا. يتناول أسمان هنا فكرة جوهرية، وهي رؤية المصري القديم للعالم. يقول أسمان أن المصري القديم نظر إلى عالم الآلهة وأعتقد أنهم هم بأنفسهم من يحكمون مصر، يحكمونها بطريقة نيابية أو تمثيلية وذلك في شخص الحكام، وبالتالي فعندما يحكم الإنسان شعب مصر، فهو يحكم وفي عقله تماما أنه ممثل للرب، والرب في نظر المصري ليس هو الخالق والحاكم فقط، بل هو القاضي أيضا، هو قاضي رحيم يحكم بالحب لمخلوقاته لأنه خالقها وبالرحمة لأنه يحبها، وهو في ذلك كقاضٍ على اتم استعداد لإبطال القانون والقواعد التي استقرت عليها الناس من أجل أن يرحم وأن يعفو عن عبيده، أو رعيته، لدرجة أنه وفي بعض الأحيان عندما لا يكون هناك مفر من الحكم بالإعدام، لم يكن الفرعون يرضى بأن يحكم به، وإنما بالانتحار، ورغم أن الفارق ليس كبير، إلا أنه كان يخشى كل الخشية أن تأتيه روح المتوفي وتشكوه للإله، أي أن هذا الحاكم كان يعلم علم اليقين أنه ليس إلا ممثلا للإله وأنه يجوز عليه الخطأ، فتورع أن يحكم بالإعدام.

آمن المصري بأن هناك نظاما حاكما للكون، وهذا النظام هو أكبر من فكرة الأوامر والنواهي والضبط والربط، أكبر حتى من فكرة العدالة في شكل الثواب والعقاب، بل أن هذا النظام هو عماد الكون الذي يستند إليه وان فشله هو فشل لدورة الكون ذاتها، وكان المصري القديم يرى أن الشر في هذا العالم يتمثل في اللانظام وهو ما أسماه “إسفت” وهو الظلم بعينه. يتجلى الإسفت في الطمع والجشع، في حب التملك في عدم الايثار ولذلك فإن الماعت هي القوة التي تمنع هذا، تمنع اللا تعادل وهي القوة التي تقيم العدل.

كانت خشية المصري الكبيرة ألا يحصل على مقبرة في وطنه لأن وطنه هو العالم وهو ضمان عدل الإله، بينما ما يقع خارج مصر لا يمتد إليه عدل الإله لأن ممثل هذا الإله لا يحكم خارج مصر، فمصر هي العدل وهي الرحمة بألف لام التعريف وحاكم مصر عليه إقامة العدل وسبغ الرحمة على الناس في داخل مصر، بغض النظر عن أصول هؤلاء الناس ومن أي البلاد هم قادمون. وهذا العدل أو النظام لا ينسحب فقط على الحياة الدنيا ولكنه يمتد أيضًا إلى الآخرة، ولذلك كانت المقبرة في تصور المصري القديم تمثل أهمية كبيرة لأن عن طريقها يضمن المصري القديم خلوده بينما عدم المقبرة أو سوء السبيل يعني عدمه ونهايته، النهاية هنا بمعنى انتهاء الذكر والذكرى وهي أقسى ما يمكن لإنسان مجابهته.

يخرج أسمان من هذا كله بأن مصر هبطت بالإله من السماء إلى الأرض وجعلته يحكم مباشرة، صحيح هو حكم بالنيابة من خلال الحاكم الإنسان، ممثل الإله من البشر والذي يهدف إلى النجاة بالضعفاء من الأقوياء، بالفقراء من الأغنياء، النجاة باليتامى والانتصار للمهمشين، نشر الرحمة قبل العدل وفي النهاية منع الظلم وتوفير الطعام والحماية للجميع، باختصار كان الإله مُمثًلا على الأرض، أي أنه تمت ألهنة السلطة في مصر القديمة وإضفاء الطابع اللاهوتي على عملية هي سياسية في المقام الأول.

يعرج أسمان بعد ذلك على الحالة الاسرائيلية، ويرى أنهم فعلوا العكس تماما، فإله بني إسرائيل هو إله مفارق بعيد في السماء، إله لا يمثله أحد على الأرض ولا يحل محله أحد، وإنما هو مثله مثل الملوك يرسل الرسل ويقيم التحالفات والمعاهدات، ولذلك قام بإرسال رسله وأنبيائه وأقام عهده مع البشر، وكان إلها واضحا تمام الوضوح في بنود عهده، أن من يتجاوز شرائعه فسوف يعاقب أشد العقاب، وأنه لا تهاون ولا تفريط في بنود العهد، وبالتدريج يصل هذا الإله إلى أن يتعامل مع شعبه على أنه ملك حقيقي على شعب مختار في الوقت الذي كان فيه حاكم مصر هو ممثل الإله كي يقضي بين الناس جميعا طالما كانوا في حدود مصر، أي أنه في الوقت الذي ألهنت مصر سلطة الحاكم بإسباغها الرحمة والعفو على قراراته وحكمه، فإن إسرائيل قامت بالعكس تماما وقامت بعلمنة الإله وجعلته يتعامل مثله مثل الملوك تماما، وصعدت بالأرض إلى السماء، بصيغة الحكم الأرضية البشرية وأضفتها على الإله، تماما عكس ما فعلت مصر التي أنزلت السماء إلى الأرض.

انطلاقا من هذا الفارق المنهجي، يعيد يان أسمان تحليل كافة التمايزات التي قامت بها إسرائيل وعكست فيها الوضع في مصر، ويحاول من خلال هذا إعادة تفسير الاحداث وإعادة قراءة التوراة والشريعة الموسوية ذاتها في ضوء هذه القراءة وهذا التفسير للتاريخ المصري والعبراني. هي رحلة شاقة طويلة مليئة بتفاصيل كثيرة ومتشعبة يشتبك فيها يان أسمان مع مفهوم لاهوت السياسي كما فهمه كارل شميت ويعارض قراءته التي وجدها قاصرة للتاريخ كما يشتبك مع نظريات ماكس فيبر سيد علم الاجتماع السياسي الألماني الكبير في نظرياته عن أنظمة الحكم الثيوقراطية والمونوقراطية والاستبدادية.

من الأمور الهامة جدا والتي يلفت الكتاب أنظارنا إليها هي فكرة كم المعلومات المتوافرة عن مصر القديمة في مرحلة ما قبل فك رموز الهيروغليفية، ويوضح كيف أنه كان هناك كم معتبر من المعرفة التي أثبت علم الآثار الحديث صدقها وبالتالي كان هناك “تقليد” مصري في معروف وسائر في نظم الحكم حتى وإن لم يكن متبعا، ويقتفي أسمان آثار فلسفة مصر ورؤية مصر للكون من خلال فلاسفة عصر التنوير في أوروبا ويستعرض كيف أنهم اعتمدوا على هذا التراكم المعرفي منذ عصور اليونان والرومان عن مصر وقاموا بإعادة بناء قصة الخروج وبحثوا فيها عن دوافع موسى وراءها ثم يكمل أسمان ببراعة شديدة وهائلة على طريقتهم وفي ضوء الاستكشافات الأثرية بعد فك الهيروغليفية ويعيد بناء شخصية موسى وشخصية أخناتون ويناقشون كيف أتت ذكراهما إلينا ويناقش فرضية فرويد أن موسى هو أخناتون ويناقش الفرضية المضادة ويأتي بفرضية ثالثة يثبتها ببراعة في ثنايا الكتاب.

وفي النهاية نصل إلى النقطة التي تعتبر قمة المتعة في الكتاب؛ وهي هل كان موسى يعني فعلا التمايز عن الدين المصري من أجل إقامة التوحيد؟ أم ان موسى كان يعلم أنه يقود قطيعا من الجهلة وانه لو أعطاهم الدين المصري في حقيقته، لما كانوا ليفهموه، ولذا فما قام به موسى في واقع الأمر، هو أنه أعطاهم ما يستطيعون معه صبرا وما يطيقون، وأنه أخفى عنهم كامل الحقيقة وأعطاهم بعضها، ولكن العالمين منهم يعرفونها كلها، وهو يلجأ في هذا لكتاب موسى بن ميمون “دلالة الحائرين” ويرى كيف رصد بن ميمون كثيرا من الشرائع التي لا يستسيغها العقل ومع هذا فرضها موسى النبي، وقال ابن ميمون أن تفسير هذا الوحيد هو يقين موسى بخطورة تسليم الحقيقة كاملة للشعب البدوي الجاهل.

الكتاب مليء بتفاصيل وثنايا كثيرة وكبيرة وهو غاية في الإثارة نتعرف منه على تطور فكرة الحاكمية في الوعي الإنساني الجمعي وسنكون ظالمين له إن ظننا به أنه يتناول شأن مصر القديمة فقط أو العبرانيين فقط، بل هو يناقش مدى الانقلاب الذي فعلته أديان التوحيد في فكرة الحاكمية ذاتها وأسباب هذا الانقلاب وهي أمور جديرة جدا بالاشتباك معها قبولا ورفضا.

نهض على ترجمة هذا السفر الضخم الأستاذ صبحي شعيب وهو من تصدى لترجمة كتاب “كيف سحر القرآن العالم” ثم أعاد على الترجمة الأستاذ “كرم النويشي” وهو من تصدى لترجمة كتابي يان أسمان “الدين الشمولي” و”الناي السحري” وتمت المراجعة والتحرير بواسطة “مازن عكاشة” بسبب معرفته بالمصطلحات السائدة في تاريخ مصر القديمة بسبب دراسته.

وقد قام المراجع بكتابة الحواشي الشارحة أسفل الصفحات وأتت إحالات يان أسمان بالمراجع التي رجع إليها في نهاية الكتاب مترجمة بالكامل إضافة إلى ترجمة عناوين الكتب حتى يقف القارئ العربي على نفس درجة المعرفة التي يقف عليها القارئ الألماني ثم أعقبنا ذلك بكتابة اسم المرجع بلغته الأصلية حتى يتسنى للباحثين العودة إليها إن شاءوا.

5.00 دك

كتب متاحة

مفارقات وأضداد في توظيف الدين والتراث

غير متوفر

4.50 د.ك

عبد الجبار الرفاعي

إعادة الاختراع

متوفر

4.00 د.ك

انثونى اليوت

العنكبوت طبعة أخبار اليوم

متوفر

2.00 د.ك

مصطفى محمود

رجل تحت الصفر

متوفر

2.00 د.ك

مصطفى محمود

لماذا ننام

متوفر

6.00 د.ك

ماثيو ووكر

صبية سمراء تحلم

متوفر

11.00 د.ك

جاكلين ودسون

‫نحن الذين هنا الأن: فلسفة حياة‬

متوفر

7.00 د.ك

جوستاين غاردر‎

جنة وجحيم

متوفر

9.00 د.ك

يون كالمان ستيفنسن

عالم صوفي

متوفر

9.00 د.ك

جوستاين غاردر‎