مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
دليل أكسفورد في الفلسفة 2/1 متوفر
التصنيف : فلسفة
دار النشر : هيئة البحرين للثقافة والآثار
تد هندرتش
لا يكاد هذا العمل يبقي على شأن يتعلَّق بالفلسفة دون أن يعرض له، إما بإفراد مدخل خاص به، أو بنقاشه ضمن أحد مداخله. كُبراء الفلسفة وأعلامها، مدارسُها ومذاهبُها، فروعُها العامة والخاصة، طبيعتُها وجدواها، فرضياتُها وتجاربُها الفكرية، مفاهيمُها وتعبيراتُها الشائعة، حججُها ومبرهناتها الشهيرة، أغاليطُها ومفارقاتُها المنطقية، تاريخها وإشكالياتُها، تشكل عناوين مداخل هذا الدليل الذي أعدّته نخبة ممتازة من أبرز فلاسفة العصر. فمن أرسطو وأفلاطون، إلى جون رولز ورتشارد رورتي؛ ومن الفيثاغورية والكلبية، إلى الطاوية والوضعية؛ ومن الإثيقا والإستاطيقا، إلى الهيرمينيوطيقا والميتافيزيقا؛ ومن البرهان الأنطولوجي على وجود الله، إلى البرهان البراغماتي على وجاهة الاستقراء؛ ومن تجربة «دماغ في راقود» التيتشكك في يقينية الاعتقاد في واقعية العالم، إلى تجربة «خنفساء في صندوق» التي ترتاب في اللغات الخصوصية؛ ومن «شيطان ديكارت الماكر» الذي يريه الحق باطلً والباطل حقًّا، إلى«قطة شرودنغر» السجينة في صندوق لا تموت فيه ولا تحيا؛ ومن استعارة «قارب نويرات» التي تشبِّه البشر بمن يعيد تشييد قاربه في عرض البحر، إلى «حمار بوريدان» الذي نفق جوعًا لأنه لم يجد مُبرِّرًا لتفضيل حزمة تبنٍ على أخرى؛ ومن «أغلوطة رجل القش» التي تعيد صياغة موقف الخصم بحيث يسهُل طرحُه أرضًا، إلى «مُفارَقة برتراند رسل» التي تكشف عن خلل مميت في مشروع فريغه المنطقاني.
وبسبب هذا الطابع الشمولي الذي يسم الدليل، والذي تفرضه طبيعته الموسوعية، تُولِيمتون مداخله أهمية خاصة للأسس والمبادئ، على حساب الفروع والتفاصيل، وتنوط مهمة الإفاضة فيما قد يجد المتخصص حاجة إليه بما تُختتم به المداخل من مصادر ومراجع. غير أن نفع هذا العمل المهيب لا يقتصر على البُحّاث المختصين، بل يطال الراغبين في تعميق درايتهم بأصول الفكر البشري، التي غالبًا ما تتخذ طابعًا فلسفيًّا، أيًّا كانت طبيعة الحقل الفكري الذي تؤصّل له. ولعل دارسي الفلسفة الناطقين بالعربية في مسيس الحاجة إلى مثل هذا العمل الذي يحظى بشهرة عالمية واسعة مدارُها أن جامعة أكسفورد، التي عُرفت بسطوتها في حقل الفلسفة، هي التي أشرفت على إعداده ونشره. وكان تدريس الفلسفة في هذه المؤسسة الأكاديمية العريقة قد بدأ منذ ما يقرب من ثمانية قرون، على يد روبرت غروستست. ومذّاك درّس فيها فلاسفة عظماء من أمثال دنس سكوتس، ووليام أوكام، وتوماس هوبز، وجون لوك، وفرانسيس برادلي، وغلبرت رايل، وجي.ل. أوستن، وأي.جي. آير.
وإذا كانت هناك جامعات يمكن أن تنسب إليها فلسفات بعينها، فلا ريب في أن أكسفورد واحدة منها، إن لم تكن على رأس القائمة، وحسبنا في هذا السياق أن نتذكر أن الفلسفة التحليلية، إحدى أشهر نزعات القرن العشرين، توصف أيضًا بأنها فلسفة أكسفورد. فإذا أضفنا إلى هذا أن «الغاية الجسورة والعظيمة التي يحاول هذا الكتاب تحقيقها» تتمثل على حد تعبير محرره «في وضع الفلسفة بين دفّتين بشكل لم تُعرف لجودته من قبلُ مثيلً»، تبيّنَ أننا لا نبالغ حين نصف هذا العمل بالمهيب. وبحسبان أن «مقدّمة المحرر » تعطي فكرة وافية عن الأسلوب الذي تبنّاه في إعداده، سوف يركّز هذا التقديم على سرد بعض الصعوبات التي واجهت مترجمه في ترجمته، وعلى ذكربعض المُلاحَظات التي قد تسهّل على القارئ عملية البحث عما يعنّ له البحث عنه من مداخل. وترجع أول صعوبة إلى حجم الكتاب؛ ومعدّل أخطاء الترجمة يطّرد بداهة مع كمّ النصوص المترجمة. غير أن المُراجع والمحرر بذلا ما في وسعهما من تدقيق بما قلّل من عثرات المترجم وهناته. وترجع ثاني الصعوبات إلى كون هذا الكتاب عملً فلسفيًّا، والخطاب الفلسفي صعب على الفهم ابتداء، وأدعى من ثمّ أن يكون صعبًا على الترجمة. أما ثالث الصعوبات فمناطها أن الكتاب المترجَم عمل موسوعيّ، وأن مهمة ترجمته قداضطلع بها شخص واحد، ولا يخفى أن عبء ترجمة الأعمال الموسوعية كبيرٌ ينوء بحمله كاهل فرد. ذلك أن المترجم، كغيره من المترجمين في أي حقل من حقول المعرفة البشرية، أقرب إلى مجالات دون غيرها.