مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
السياسة الأمريكية فى الخليج العربى متوفر
التصنيف : سياسة
دار النشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب
محمد عبد الفتاح محمد الدمرداش
وقد يبدو معروفا أن السياسة الاقتصادية الخارجية للدولة هي المنهج الاقتصادي المُتبع لدى بلد مُعين فى التعامل مع مختلف الأنشطة الاقتصادية، بهدف تحقيق مصالحها العامة (داخليًّا وخارجيًّا)، كالبحث عن الأسواق، وتنظيم طرق انتقالها، والحصول على المواد الخام، وتوظيف رؤوس الأموال، وإضعاف النفوذ الاقتصادي للدول المُنافسة، وقد تهدف إلى تحقيق أغراض أمنية كالأحلاف العسكرية والتكتلات الاقتصادية، والسيطرة على أنشطة اقتصادية مُهمة فى البلد الآخر، كما تُستخدم لتحقيق أغراض أيديولوچية بشكل غير مباشر، كتقوية الطبقة الرأسمالية فيما إذا كانت الدولة رأسمالية، أو توسيع الطبقة العمالية وفقًا لسياسة الدول الاشتراكية ... وبالتالي فإنها تعكس حاجة الدولة وظروفها الأمنية ومتطلباتها الاقتصادية والاجتماعية فى مرحلة معينة من مراحل تاريخها.
وحينما تكون السياسية الاقتصادية الأمريكية في الخليج العربي هي محل الحديث، فإن ذلك يعنى أن الأمر مثير تمامًا على كافة الأصعدة، ويرجع ذلك إلى ما تتمتع به دول وإمارات الخليج العربي من ثروة وموقع استراتيچي مهم من ناحية، وما تحظي به واشنطن من مكانة اقتصادية دولية من ناحية أخري، نظرًا لأن اقتصادها يُعد القاطرة التي تقود العالم الرأسمالي. وهذا ما أدي إلى اختيار الموضوع، بالإضافة إلى أهميته في كشف حجم المصالح الاقتصادية الأمريكية في الخليج، خصوصًا وأن واشنطن تخفي أطماعها دائمًا خلف شعارات براقة، كحماية العالم الحر، وحرية التجارة، وتكافؤ الفرص، ومقاومة الشيوعية، والديمقراطية، ومحاربة الإرهاب ... إلخ، وبالتالي فإن الدراسة تكشف ما يقع تحت السطح في صياغة القرار الأمريكي إزاء المنطقة، كما أنها تسعي إلى رصد التغييرات الإقليمية والدولية التي شهدتها دول وإمارات الخليج خلال الحربين الساخنة والباردة, وتُحدد آليات التدخل الأمريكي للسيطرة على مقدراتها الاقتصادية، فضلاً عن أنها تُحاول تقديم أمثلة مقارنة للمحاولات التي قام بها حكام الخليج العربي لاستخدام اقتصادهم كأداة يمكن توظيفها للدفاع عن السيادة المحلية، والضغط السياسي على جيرانهم والطامعين فيهم على المستويين الإقليمي والدولي. وتلقي الضوء على الكيفية التي استخدمتها شركات النفط الأمريكية لحماية مصالحها البترولية، وتوجيه دفة اهتمام السياسة الأمريكية تجاه الخليج العربي. وتنتهي الدراسة إلى استخلاص الدروس من سلسلة التجارب السابقة، وتحاول أن تقدم تصورات لما يمكن أن تقوم عليه السياسة الاقتصادية العربية المستقبلية.
وقد استقت الدراسة بياناتها من مصادرها الأولية، حيث اعتمدت على أرشيف الخارجية المصرية، وأرشيف البلدان، وعلى (F.O)، و(F.R.U.S)، و(U.S.Cong. Publications)، (Ruling Families of Arabia)، ( U.S. Dept. of War)، (U.S. Aid)، (Records of the Foreign Service)، (U.S. Dept. of Commerce)، (International Bank)، (United Nations Publications)، والخُطب والمذكرات والذكريات، والدوريات والمراجع والبحوث عربية وأجنبية.
وقسمت الدراسة منهجيًا إلى خمسة فصول يسبقها مقدمة ومدخل ويتبعها خاتمة وقائمة للمصادر والمراجع. ووضع المدخل للتعرف على ماهية السياسة الاقتصادية الخارجية للدولة، والعوامل المؤثرة فيها داخليًا وخارجيًّا، وكيفية صناعة القرار الأمريكي، وأُطر المصالح الأمريكية في الخليج، والآليات التي اعتمدت عليها واشنطن لتحقيق التغلغل الاقتصادي.