مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
الصوفية والطقوس والحداثة في مصر الأداء اللغوي استراتيجية للتأقلم 2/1 متوفر
التصنيف : فكر - تصوف وروحانيات
دار النشر : المركز القومي للترجمة
مايكل أرون فريكشوف
للصوفية عبقها وعالمها الخاص الذي يتخطى حدود المكان والزمان، وإن ارتبطت هذه التسمية بالإسلام. وكأية أيديولوجيا أخرى، فإن للصوفية نظرتها الخاصة تجاه العالم، بقدر ما أنها لم تسلم هي ذاتها من النقد. فإنها لا تزال تجذب الناس إليها بأساليب شتى؛ فهناك من يتخذونها منهجاً فكرياً وسلوكياً، وهناك من يدرسونها، بالإضافة إلى من يكتفون بالقراءة عنها أو مشاهدة أتباعها في مناسباتهم، من بعيد.
ينطلق كتاب "الصوفية والطقوس والحداثة في مصر: الأداء اللغوي استراتيجية للتأقلم" (المركز القومي للترجمة) تأليف مايكل آرون فريشكوفMichael Aron Frishkopf، وترجمة السيد جاد، من أسئلة عدة: كيف يمكن تفسير نجاح بعض الطرق الصوفية الجديدة في القرن العشرين الذي تدهورت فيه الطرق القديمة المستقرة، تدهوراً شديداً، والتي عادة ما كانت تتمتع بموقع اجتماعي مركزي في العصرين المملوكي والعثماني؟ ما السبب في عدم قدرة الطرق الأقدم على التأقلم مع متغيرات الفضاء الاجتماعي الذي كان يدعمها في وقت من الأوقات، والمتمثلة في ظهور خطابات إسلامية وعلمانية قوية، ناقدة للممارسات الصوفية، مع تحولات اجتماعية واسعة النطاق في السياسة والاقتصاد والتربية والتعليم وغيرها من المجالات؟ وعلى العكس من ذلك كيف استطاعت الجماعات الأحدث فعل هذا الأمر؟
وفي سياق البحث عن إجابات لتلك الأسئلة، يدرس فريشكوف الصوفية في مصر في العصر الحديث، وما تواجهه من مشكلات في محاولتها البقاء والاستمرار في عالم متغير. لقد أتى مايكل فريشكوف إلى مصر في تسعينيات القرن الماضي، وعاش فيها ما يقرب من عشر سنوات، اختلط فيها بالجماعات الصوفية المعروفة وغير المعروفة للكثيرين منا. والتقى شيوخاً ومريدين ومنشدين وذاكرين، وحضر أيضاً مئات الموالد والاحتفالات، وزار عشرات الزوايا والأضرحة والمقامات. وقد زوَّدته هذه التجربة بالخبرة والمعرفة التي يفتقر إليها الكثيرون من المصريين أنفسهم.