مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
الدين والاستشراق الأصولي التحولات الإيديولوجية للاهوت الجغرافية المقدسة متوفر
التصنيف : اسلاميات - فكر
دار النشر : مكتبة مدبولى
حسام كصاي
يُعدُّ علم الأصول منهج البحث والاجتهاد الفقهي، وكتابات المستشرقين في هذا العلم قليلة بالنسبة لما كتبوه في سائر العلوم الإسلامية، ومع قلة هذه الكتابات تحمل من الخطورة مالا يقلّ عن خطورة كل ما كتبوه في غيره من هذه العلوم، بل إن الأفكار والتصورات التي بنوا عليها آراءهم المشوّشة في العقيدة والتشريع الإسلاميين أنما بنيت على نظرتهم وتصورهم لمفاهيم أصول الفقه وقضاياه(8).
والذي يتتبّع ما كتبه المستشرقون في أصول الفقه يلحظ من أول وهلة سوءَ النية، فهم قد اهتموا بمصادر التشريع أو الأدلة، ولكنهم لم يتكلموا في الأحكام والدلالات اللّغوية والمقاصد التشريعية، وهذا الاهتمام بالأدلة دون الأحكام يُشير إلى حرصهم على هدم الدليل أو التشكيك في صحته لأن هدم الدليل أو الطعن فيه يعني بطلان ما بني عليه من أحكام .
إن أدلة الأحكام هي النص الشرعيّ قرآنًا أو سنة، ثم الاجتهاد في نطاق هذا النص، وللاجتهاد وسائل متعددة حرَّر علماء الأصول الكلام فيها، وإن كان بينهم اختلاف في بعضها من حيث الأخذ به في الاجتهاد والاستنباط .
وأول أدلّة الأحكام، ومصدرها الرئيسي هو القرآن الكريم والمستشرقون في حديثهم عن هذا المصدر ينطلقون من مبدأ الاعتقاد ببشرية القرآن، وهم فيما ذهبوا إليه قد تباينت أراؤهم في تحديد هذا المصدر وإن كانوا مُجمعين على أنه ليس هو الوحي الإلهي .
فمن السمتشرقين مَن رأى أن القرآن قد تأثـّر بالبيئة الجغرافية والحياة الدينية والثقافية للعرب(9)، فالقرآن من ثمَّ وحي البيئة الصحراوية بهجيرها وحياتها الاجتماعية ومفاهيمها الدينية والفكرية، وهو لهذا لا يصلح لغير البيئة التي انبثق عنها، وانعكست قيمها وظروفها على ما اشتمل عليه من أحكام وتشريعات، وهذا يعني أن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ليست عالمية .
ومن المستشرقين مَن ذهب إلى أن مصدر القرآن هم الحنفاء(10)، ومنهم من زعم أن التوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب السماوية كانت مصدر كل ما اشتمل عليه من أحكام وآداب(11).