أبو نواس فى نوادره وبعض قصائده

أبو نواس فى نوادره وبعض قصائده متوفر

التصنيف : أدب

دار النشر : المكتبة العصرية - بيروت

ابو نواس

أبو نواس (الحسن بن هانئ ولد سنة 141هـ . وفي بعض المراجع سنة 145هـ. وهو من كبار شعراء العصر العباسي. ولدته أمه في باستان ماترد من كورة خوزستان، وانتقل إلى البصرة فنشأ بها. تخرج في الشعر على الشاعر الماجن المتهتك والبة بن الحباب ثم انتقل إلى الكوفة واختلف إلى أئمتها فأخذ عنهم علوم اللغة حتى تمكن منها، وبعدها توجه إلى بغداد، واتصل بالرشيد والأمين ولده ومدحهما، ولكنه مات قبل أن ينقل المأمون مقر خلافته من خراسان إلى بغداد.

أما كيف تعرف أبو نواس بالشاعر والبة بن الحباب فذكر أن والبة مر ذات يوم بحانوت العطار الذي كان أبو نواس يعمل عنده في شبابه، فلما رآه توسم فيه الذكاء والفطنة وتوقد الذهن وسأل عن اسمه، وصحبه إلى الكوفة ثم إلى بغداد. أما أبو نواس فقال عندما عرف والبة: “قد ظفرت بمنيتي وتحققت أحلام نفسي” لما كان يسمعه عنه من الشهرة في النظم والشعر.

كان أبو نواس من أجود الناس بديهة وأرقهم طبعاً وأحلاهم منطقاً وظرفاً، كثير الدعابة في مزاج لطيف مستعذب، لذلك اتخذه الرشيد نديماً له في أوقات فراغه ورفيقاً مؤنساً في رحلات صيده .

شعر أبي نواس جديد المعاني والألفاظ فيه طرافة واضحة ونكتة حلوة. وهو مرآة لعصره، فيه العبث والمجون والتهتك ، كما أنه مرآة لنفسه فيه الكفر والإزدراء بالدين، كما نرى فيه بعدئذ ثقة الشاعر بالله وتوبته وزهده في الخمر والمجون والتهتك.

ولأبي نواس أشعار تعكس ما كان في عصره من استهتار بالمعاصي ويتجلى فيها أشياء جديدة توافق بيئته وتصورها على حقيقتها. كما أن في أساليبه جمال ورقة، بيد أن بعضها لم يخل من الشعر الركيك بسبب ما ورد في ديوانه من أبيات نسبت إليه وهي في الحقيقة لسواه من الشعراء. وكذلك بسبب ما كان ينظمه وهو في حالة السكر واللاوعي.

ويُعتقد أن لقبه أبو نواس جاء لأن الأمير خلف الأحمر، أحد عمال اليمن استدعاه يوماً، وكان يوده أكثر من غيره من الشعراء فسماه أبا نواس، واشتهر بهذه الكنية.

توفي أبو نواس في بغداد سنة 199هـ. بعد أن تاب إلى الله وندم على معاصيه وكان له من العمر أربع وخمسون سنة. وفي بعض المراجع ثمان وخمسون والله أعلم.

إن بعض الكتب المتداولة عن أبي نواس، تحتاج إلى قراءة متأنية لتنقيتها من بعض الأخطاء التي تقلل من قيمتها الأدبية والفنية في حال تركت على ما هي عليه من تصحيف وتبديل ونقص في التشكيل وضبط للمفردات وشرح للمعاني. وخدمة لقراء أبي نواس، وتأدية لعمل رأى سالم شمس الدين أنه من الضرورة ضبطه وتحقيقه – أخذ على عاتقه اختيار أجمل النوادر وأطرف الطرائف وأحلى القصائد وضمها في هذا الكتاب بعد التأكد من صدق المعلومات وحقيقتها. ولم يقتصر عمله على الإختيار فقد بل تعداه إلى تصحيح ما ورد في أشعاره من أخطاء في قواعد اللغة والإعراب والإملاء، بسبب توالي الطبعات عنه وعدم التركيز على مفردات قصائده ومعاني صورها البديعة والإبداعية. ويمكن القول إن ما حصل عليه بعد هذا العمل الشاق. يعد كتابا يستأهل القراءة ويستحق الإقتناء، لخلوه مما كان يشوبه من أخطاء أضعفته وقللت قيمته.