مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
عصر القبائل الفرد يتراجع والحشد يتقدم متوفر
التصنيف : علم اجتماع
دار النشر : افريقيا الشرق
ميشيل مافيزولى
ما عاد الفرد اليوم كما كان في الزمن الحداثي، ما عاد كينونة قارة وثابتة، حاملة لهوية مجردة، متعالية، وواثقة من نفسها ومن قدرتها على صنع تاريخها، بل ونحت ملامحه التفصيلية. ما أن تلتحم بنظيراتها المعتدة باستقلالها الذاتي حتى تندفع باتجاه صناعة تاريخ العالم.
الفرد اليوم، وفي مجتمعاتنا ما بعد الحداثية، مدفوع دفعا بنزوع قطيعي ليكون شريكا في هذا الجو العاطفي أو ذاك، يشعر، بكل كيانه، بأنه منجذب، على نحو مغناطيسي وسحري، إلى جمهرة من الجماعات أو المجموعات التي آثر “ميشيل مافيزولي”، على امتداد الكتاب، تعميدها بـ القبائل، نعم: إنها قبائلنا في حلتها الجديدة، قبائلنا ما بعد الحداثية.
وافرة هي المؤشرات الوطنية والدولية الدالة على التنامي المتزايد للإحساس بالانتماء الجماعي أو القبلي. فمناطق ومدن ومحافظات بات أهلها يتكاثفون ويتضامنون من أجل التصدي لشتى مظاهر اليعقوبية المركزية وتعبيراتها المستفزة لكينونتهم الجماعية. وعلى هذا الطريق، تجدهم يلتفون حول رمز من الرموز جاعلين منه زعيمهم، ورائدهم في معركتهم.
من الوارد أن يكون هذا الرمز عمدة، أو واحدا من الأعيان المحليين، أو نجما رياضيا، أو شخصية مرموقة، يُكافحون، تحت إمرتهم، في سبيل إثبات متخيل جماعي يجدون فيه ذواتهم، ويتعرفون عليها من خلاله.
ومن الوارد أن يتعلق الأمر في الكفاح إياه بدفاع عن خصوصية ثقافية، أو مناصرة مطالب قومية، أو دينية، أو مذهبية، ويبقى المشترك بين ما يتم السعي إلى إثباته وتأكيده في كل هذه الحالات ونظيراتها، هو ما أسماه فيتغينشتاين “تشابها عائليا”.
هي ذي الأطروحة المركزية لكتاب عصر القبائل حيث الفرد في تراجع ملفت والحشد في تقدم لافت.